مقاومة أحمد باي - تاريخ السنة الرابعة متوسط الجيل الثاني - bem 2020

الحاج أحمد باي

مقـاومـة أحـمـد بــاي 

في الوقت الذي كان فيه الأمير عبد القادر يقارع الاحتلال الفرنسي في الغرب الجزائري، كان أحمد باي يواجهه في الشرق بشراسة .

استمرت مقاومته 18 سنة كاملة، حافلة بالكفاح والمواقف البطولية، رفض خلالها  كل الإغراءات التي قدمتها له فرنسا، وفضل القتال إلى آخر رمق.

أولا - التعريف بأحمد باي:

هو أحمد بن محمد الشريف بن أحمد القلي (1784 - 1850 م). رمز من رموز المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، وأحد أكبر قادتها. ولد بقسنطينة، من أب ينحدر من سلالة عثمانية، متشربة للعادات الجزائرية، وأم جزائرية تنتمي إلى عائلة بن قانة، إحدى أكبر قبائل الصحراء مالا وجاها. تولى أخواله رعايته بعد اغتيال والده، وعمدوا إلى تعليمه فنون الحرب، والقتال، والفروسية،  والشعر، والأدب، فأصبح فارس الصحراء دون منازع.

التحق بإيالة الجزائر، أين أخذ يتدرج في المناصب، مظهرا دهاء سياسيا، وكفاءة عسكرية عالية، ما جعل الإيالة تعينه، في 1826 م ، بايا على بايلك الشرق، وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره. عرفت قسنطينة، خلال فترة حكمه الاستقرار والازدهار، من جميع الجوانب، وتمكن من توطيد وتوثيق العلاقات بين القبائل الكبرى، في الإقليم الشرقي، عن طريق المصاهرة. قاد أشرس المعارك ضد فرنسا، لكنه اضطر في الأخير إلى الاستسلام. توفي بالعاصمة، ودفن بزاوية سيدي عبد الرحمن.

ثانيا - مراحل مقاومة أحمد باي

1- مرحلة القوة (1830 - 1836 م)

حاولت فرنسا جاهدة أن تقضي على مقاومة أحمد باي في الشرق، لكن محاولاتها كلها باءت بالفشل. وعندما تمكنت من احتلال ميناء عنابة، ويئست من إرغام أحمد باي على الاستسلام، قررت أن تضع حدا لمقاومته، فجهزت حملة عسكرية وصلت، إلى مدينة قسنطينة،  يوم 21 نوفمبر 1836 م، منهكة، جراء الغارات التي استهدفتها طول الطريق، وكذا تهاطل الثلوج والأمطار غير المعهودة في تلك الفترة من السنة، ما سبب عرقلة في تقدمها.

وبعد حصار دام ثلاثة أيام، ضربته القوات الفرنسية على قسنطينة، عادت أدراجها، منهزمة، إلى عنابة بعد تكبدها خسائر جسيمة.

ويمكن حصر أسباب تفوق أحمد باي فيما يلي:

• صعوبة تضاريس قسنطينة الجبلية.
• اعتماد أحمد باي على: 

          - استراتيجية  عسكرية محكمة 

          - جيش نظامي مجهز ومدرب

• مساندة الأهالي لأحمد باي، ومشاركتهم في الدفاع على قسنطينة.
• تشتت القوات الفرنسية بين جبهتين: الشرق بقيادة أحمد باي، والغرب بقيادة الأمير عبد القادر.

2- مرحلة سقوط قسنطينة والاستسلام (1837 - 1848 م)

       بعد إبرام فرنسا لمعاهدة التافنة مع الأمير عبد القادر، تفرغت مجددا لقتال أحمد باي، لكنها هذه المرة كانت أكثر استعدادا، حيث جهزت حملة عسكرية أوفر عددا وعدة. وصلت جيوشها قسنطينة، يوم 5 أكتوبر 1837 م، لتحاصرها، وتمطر أسوار المدينة بقصف مدفعي مكثف، جعل أحمد باي يتكبد خسائر كبيرة، وهلك أحسن جنوده. وعبر الثغرات التي أحدثها القصف في الأسوار، دخل الغزاة قسنطينة، في 13 أكتوبر 1837 م.

     بالرغم من سقوط بايلك الشرق، أبى أحمد باي الاستسلام، وأصر على مواصلة الجهاد والنضال ضد فرنسا، فتوجه إلى الأوراس ، وواحة الزيبان (بسكرة) لتجديد المقاومة، بتحريض القبائل، وتوحيد صفوفها. واعتمد حرب العصابات في مواجهة المراكز العسكرية الفرنسية، وظل يتنقل من قبيلة إلى أخرى، بين الجبل والصحراء، حتى صيف 1848 م، أين حاصره الفرنسيون بقوات متخصصة في حرب الجبال، في معقله بجبال الأوراس، فاضطر إلى الاستسلام في 05 جوان، وتم ترحيله إلى العاصمة، لتفرض عليه الإقامة الجبرية إلى غاية وفاته. دفن بزاوية سيدي عبد الرحمن الثعالبي.

رابط درس المقاومات الشعبية: https://zahramoh.blogspot.com/2020/06/bem2020_15.html?m=1
رابط درس مقاومة الأمير عبد القادر: https://zahramoh.blogspot.com/2019/12/bem-2020.html

مقاومة أحمد باي