دراسة معاهدة الاستسلام - تاريخ السنة الرابعة متوسط الجيل الثاني - bem 2020

دراسة معاهدة الإستسلام

 الداي حسين  

أولا- مرحلة تقديم الوثيقة

• طبيعتها: وثيقة تاريخية على شكل معاهدة.
• مصدرها: رسمي، مأخوذة من كتاب تاريخ الجزائر العام، لعبد الرحمن الجيلالي،    ج 3، ص (404 - 405).
• التعريف بصاحبها: 

      - الطرف الأول: الداي حسين، آخر دايات الجزائر وأشهرهم (1773 م - 1838 م)، من أصلي تركي عريق، تولى الحكم من الفترة الممتدة من 1818 م إلى 1830 م، وتعتبر هذه الفترة من أصعب الفترات التي مر بها الحكم العثماني في الجزائر، حيث شهدت توترات وثورات داخلية، وهجمات وضغوطات خارجية. غادر الداي حسين الجزائر، بعد إمضائه معاهدة الاستسلام، نحو إيطاليا، ثم رحل إلى الإسكندرية، أين رحب به محمد علي باشا، واستقر بها إلى أن وافته المنية.

  

  - الطرف الثاني: هو لويس فيكتور أوغست دي بورمون (1773 م - 1846 م)، كان جنرالا في جيش نابليون بونابرت، ثم عينه ملك فرنسا شارل العاشر وزيرا للحربية، وكلفه بقيادة الحملة الفرنسية  على الجزائر في جويلية 1830م. وبعد نجاحه في أداء مهمته، تمت ترقيته إلى رتبة مارشال في 24 جويلية 1830م. وعند وفاة شارل العاشر رفض الرضوخ إلى لويس فيليب وحاول الثورة ضده، لكن هذا الأخير عزله في 12 أوت  1830م.

• الإطار الزماني والمكاني: 5 جويلية 1830 م، بجنان الرايس حميدو (أو فيلا المعاهدة كما أسمتها فرنسا)، بالأبيار، بالجزائر العاصمة.

 ثانيا - مرحلة تحليل الوثيقة

• الفكرة العامة: بنود معاهدة استسلام الداي حسين وتسليمه إيالة الجزائر لفرنسا.

• الأفكار الجزئية: 

      1- تسليم إيالة الجزائر لفرنسا دون أية مقاومة في جويلية.

      2- الامتيازات التي قدمها دي بورمون للداي حسين وللجيش الانكشاري.

      3- تعهد دي بورمون بعدم المساس بممتلكات الأهالي، واحترام العادات، والدين.

• الإشكالية: هل احترمت فرنسا بنود المعاهدة؟ وما مدى صحة وعودها؟ وكيف كانت ردة فعل الشعب الجزائري؟

• النقد: بعد معركة خاسرة مع القوات الفرنسية، وأمام إصرار أعيان الجزائر على الجهاد، اتصل الداي حسين بالجنرال دي بورمون، عن طريق القنصل البريطاني، طالبا الأمان لنفسه، وأهله، وماله، مقابل تسليم البلاد دون قتال. وفي 5 جويلية، تم توقيع معاهدة الاستسلام، بين الداي والجنرال، في جنان الرايس حميدو والتي بمقتضاها تم تسليم إيالة الجزائر بقلاعها ، وحصونها، ومينائها، إلى القوات الفرنسية، مقابل بعض الامتيازات التي قدمها دي بورمون للداي حسين، وجيشه الانكشاري ، وتعهد بعدم المساس بممتلكات الجزائريين، والأتراك، مع احترام التقاليد المحلية، والديانة المحمدية.

ثالثا - مرحلة الإستنتاج

إن معاهدة الاستسلام وثيقة تاريخية هامة، تمثل نهاية الحكم العثماني في الجزائر، وبداية مأساة الجزائر الفرنسية. وعكست هذه المعاهدة: 

•  فشل حكم الداي حسين الذي كان يعيش في شبه غيبوبة سياسية، حيث لم يستوعب خطورة التحولات في موازين القوى الدولية، نتيجة للثورة الصناعية الأوروبية، كما أن إعدامه لقائد الجيش الجزائري المدعو الآغا يحيا، وتعويضه بصهره الآغا إبراهيم، الذي لا يفقه شيئا في إدارة الحروب، وتسيير الجيش والجنود، عجل بالهزيمة أمام الجيش الفرنسي.

• خبث نوايا فرنسا، ووعودها الزائفة، حيث كان دي بورمون يريد أن يتفادى ردة فعل الشعب الجزائري، ويقضي على المقاومة الشعبية، ليحافظ على أرواح جنوده، وميزانية جيشه. فبعد تسلم إيالة الجزائر، قامت فرنسا بالاستيلاء على ممتلكات الأهالي، وانتزاع الأراضي من أصحابها بالقوة، وحولت المساجد إلى كنائس لتنشر الديانة المسيحية، كمسجد كتشاوة، الذي حول إلى كنيسة، وفرضت اللغة الفرنسية، لتطمس الهوية العربية الإسلامية.

 رفض الشعب الجزائري الوجود الفرنسي في الجزائر جملة وتفصيلا، وترجمه إلى ثورات شعبية متتالية، بدأت بوادرها تتشكل في مدينة الجزائر وضاحيتها (سهل متيجة) بعد هجرة الداي مباشرة، بقيادة علماء وأعيان الجزائر العاصمة. واستمرت الثورات الشعبية، ما إن تخمد واحدة، حتى تثور الأخرى، إلى غاية قيام الثورة التحريرية الكبرى.