المقاومـة السيـاسيـة
كانت لجنة المغاربة أول حركة سياسية وطنية منظمة، تشكلت، بعد توقيع معاهدة الاستسلام، على يد وجهاء،وأعيان، وعلماء مدينة الجزائر، يترأسهم حمدان بن عثمان خوجة، الذي كان يشغل منصب مستشار في حكومة الداي حسين. وعملت هذه الحركة على فضح الخروقات الفرنسية لبنود معاهدة الاستسلام، والتصرفات غير الحضارية للاحتلال، وهذا عن طريق تقديم العرائض الاحتجاجية ، والشكاوي إلى السلطات الفرنسية في الجزائر، وفي فرنسا، وكذلك إلى الرأي العالمي المناهض للحركة الاستعمارية.
ومع مطلع القرن العشرين، تبلورت معالم الوعي السياسي، والفكري، والإصلاحي في الجزائر، وتجلت معالمه في اتجاهين:
1- اتجاه المحافظين:
تشكل من المثقفين والعلماء والأعيان، المتشبعين بالثقافة العربية الإسلامية، دعوا إلى التمسك بالنظم الإسلامية، والتعليم العربي، والقيم العربية الإسلامية، وعارضوا الفكر الغربي، وتجنيس الجزائريين، والتجنيد الإجباري في صفوف الجيش الفرنسي، وجميع المخططات التي تهدف إلى تغيير المجتمع الجزائري تغييرا جذريا. من دعاته: عبد القادر المجاوي - عمر راسم - عمر بن قدور - سعيد بن زكري...
2- اتجاه النخبة:
قادته ممن تمكنوا من الثقافة الفرنسية، أغلبهم مترجمين، محامين، صيادلة وأطباء، منهم: ابن التهامي - بوضربة...
دعى هذا الإتجاه إلى التجنيس والإدماج والحقوق السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية مع الاحتفاظ بالشخصية الإسلامية (مسلم فرنسي).
وتمثل نشاط المحافظين والنخبة في تشكيل جمعيات ونواد ثقافية، أهمها: الجمعية الراشدية 1902م - الجمعية التوفيقية بالجزائر العاصمة 1908م - نادي صالح باي 1908م - نادي الترقي بالجزائر العاصمة 1927م ، ساهمت بشكل كبير في نمو الشعور الوطني، وبث الوعي الفكري، عن طريق تنظيم المحاضرات، وإلقاء الدروس، ومطالعة الصحف الواردة من الخارج، ومناقشة قضايا الساعة. وكانت تهدف بالدرجة الأولى إلى تحصين الشباب الجزائري من رياح التغريب، وربطه بهويته وتاريخه.
و بعد الحرب العالمية الأولى، ظهرت الحركة الوطنية في شكل أحزاب ذات اتجاهات سياسية وإصلاحية، اعتمدت النضال السياسي وفق التطورات الحاصلة في السياسة الاستعمارية.
تعليقات
إرسال تعليق