الاحتلال الفرنسي للجزائر - تاريخ السنة الرابعة متوسط الجيل الثاني - bem 2020

أولا- مراحل الاحتلال الفرنسي للجزائر 

1- مرحلة الحصار العسكري (من 16 جوان 1827 م إلى 14 جوان 1830 م)

استغلت فرنسا غياب الأسطول البحري الجزائري الذي كان في طريقه إلى اليونان، لمساعدة الدولة العثمانية في معركتها الشهيرة نافارين، لتعلن الحرب على الجزائر، في 16 جوان 1827 م، في شكل حصار عسكري بحري لميناء الجزائر، وهذا بغرض تحقيق عدة أهداف أهمها:

•  قطع التموين على الجزائر، لإضعاف قوتها الاقتصادية التي ترتكز أساسا على النشاط البحري.
• إغلاق الباب أمام أية محاولة تدخل محتملة من طرف الدولة العثمانية، أو الدول الأوروبية المنافسة لها.
• إعطاء الوقت لمساعيها الديبلوماسية، لإقناع الدول الأوروبية بجدوى احتلال الجزائر، مدعية أن هذا سيخدم الصالح العام  الأوروبي، وكذلك الديانة المسيحية.

2- مرحلة الهجوم وسقوط العاصمة

بعد ثلاث سنوات من الحصار، تكبدت خلالها فرنسا خسائر مادية وبشرية فادحة، وأمام إصرارها على مطالبها والمتمثلة في إرغام الداي حسين على الاعتذار، ودفع التعويضات، وإصرار هذا الأخير بدوره على الرفض، وأمام تصاعد القوة المعارضة لنظام شارل العاشر، خططت فرنسا للخطوة الثانية، والمتمثلة في تحويل الحصار إلى حملة عسكرية.

وفي 7 فيفري 1830 م، أصدر مجلس الوزراء الفرنسي القرار بتجهيز الجيش، الذي غادر ميناء طولون الحربي (مرسيليا)، في 25 ماي 1830 م، بقيادة وزير الحربية دي بورمون، ونزل، في 14 جوان 1830 م، بميناء سيدي فرج، غرب العاصمة، وفق الخطة العسكرية التي رسمها الجاسوس بوتان  في عهد نابليون، والتي أشار فيها أن هذه المنطقة هي نقطة الضعف في الدفاع الجزائري، وأكد أن أنجح طريقة، هي مهاجمة مدينة الجزائر من ناحية الجنوب، لإهمال الأتراك التحصينات البرية، واكتفائهم بالدفاعات البحرية.

وفي غياب تنظيم عسكري دفاعي محكم، استولى الفرنسيون على سيدي فرج، وحققوا انتصارا على قوات الداي حسين في معركة سطاوالي، في 19 جوان 1830 م، وسقط بعدها برج مولاي حسن، في 4 جويلية 1830 م، بعد أربعة أيام من المعارك.

وأمام هذا الوضع الحرج، اضطر الداي حسين إلى توقيع معاهدة الاستسلام، في 5 جويلية 1830 م، لينتهي الحكم العثماني في الجزائر.

3- مرحلة توسع الاحتلال

بعد سقوط مدينة الجزائر، زحفت القوات الفرنسية نحو المدن الساحلية بهدف توسيع رقعة مستعمرها، فحاولت احتلال عنابة في 2 أوت 1830 م، ووهران، والمرسى الكبير في 13 أوت، غير أن المقاومة الشعبية العنيفة التي واجهتها، جعلتها تعود أدراجها إلى العاصمة، منهزمة.

بعد فشل هذه المحاولات، قامت فرنسا بإعادة تنظيم جيشها، وإنشاء أول فرقة مشاة، والتي تتكون من بعض الجزائريين المرتزقة (الزواف)، بهدف الاقتصاد في المال والدم الفرنسيين، وكذا ضرب الجزائريين بعضهم ببعض. وفي 10 من ديسمبر 1830 م، تمكنت القوات الفرنسية من الاستيلاء على وهران في 1830 م، ثم عنابة في 1832 م، وبعدها أرزيو، ومستغانم، وبعض المناطق المجاورة لها في 1833 م.

واستمرت محاولاتها في الزحف نحو المدن الداخلية، والتوغل نحو الجنوب، حتى تمكنت من الوصول إلى جانت سنة 1911 م.

ثانيا- ردود الفعل الدولية على الاحتلال الفرنسي (المواقف الدولية)

تباينت المواقف الدولية من سقوط الدولة الجزائرية تحت الاحتلال الفرنسي، بين مؤيد، ومعارض، ومتحفظ.

1- دول معارضة: 

كبريطانيا التي عارضت الغزو الفرنسي، واحتجت عليه، لأنها رأت في ذلك تهديدا  للتفوق الإنجليزي في البحر المتوسط، وكذلك إيالة طرابلس التي عارضت بدورها الحملة الفرنسية على الجزائر معارضة سياسية، لكن الدولتين المعارضتين لم تترجما موقفهما عمليا.

2- دول مؤيدة:

 وهي الدول الحليفة لفرنسا كألمانيا، والنمسا، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، حيث أيدتها هذه الأخيرة دون تحفظ، لتقليل اهتمام فرنسا بالشرق والبلقان، محط أطماعها. كما أيدت الدول الاسكدنافية، ودول الضفة الشمالية للبحر المتوسط الحملة، بعد المساعي الدبلوماسية الفرنسية المبذولة في هذا الإطار. وأيد داي تونس الاحتلال الفرنسي، انتقاما من دايات الجزائر، الذين كانوا يعتبرون تونس تابعة لهم.

3- دول متحفظة:

 كالمغرب، وإسبانيا التي حرصت على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع بريطانيا.

أما الدولة العثمانية، ونظرا لحالة الضعف الذي كانت تعيشها، بعد تفشي الفوضى في قواتها العسكرية، اقتصر موقفها على إرسال مبعوث، في محاولة منها لتبديد الخلاف بين الجزائر وفرنسا، لكن هذه المحاولة جاءت متأخرة، لأن فرنسا كانت قد حققت انتصارا على أرض الجزائر.

ثالثا- نتائج الاحتلال الفرنسي (آثاره)

• نهاية الحكم العثماني في الجزائر.
• ضياع السيادة الوطنية، وإلحاق الجزائر بفرنسا.
• نهب الممتلكات، والاستيلاء على أراضي الأهالي
• انتهاك فرنسا لحرمات المقدسات الدينية
• انطلاق المقاومة الشعبية المسلحة الرافضة للاحتلال.

الاحتلال الفرنسي للجزائر